responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 528
القوة المتخيلة تمويهاتها التي رآها في المنام ثم سطرها وسماها كلاما نازلا من السماء موحى اليه من عند الله بَلِ افْتَراهُ واختلقه واخترعه من تلقاء نفسه ونسبه الى الوحى ترويجا له بلا رؤية في المنام بَلْ هُوَ شاعِرٌ فصيح بل قد تكلم بكلام كاذب مخيل نظمه على وجه يعجب الأسماع وبالجملة ما هو نبي وليس كلامه الذي قد اتى به معجزا ووحيا نازلا من الله كما ادعاه مثل كلام سائر الرسل والا فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ مقترحة او غيرها تلجئنا الى تصديقه والايمان به كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ اى مثل ما أرسل بها سائر الأنبياء الماضون كالعصا واليد البيضاء وإبراء الأكمه والأبرص واحياء الموتى وغير ذلك من الآيات الواقعة من الرسل الماضين ثم لما تقاولوا بما تقاولوا واهتم بل اغتم رسول الله صلى الله عليه وسلّم ان لا ينزل عليه
مثل ما انزل على أولئك الرسل نزلت ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ لرسلنا الذين جاءوا بالآيات المقترحة مِنْ قَرْيَةٍ اى أهلها من القرى التي أرسلوا إليهم لذلك أَهْلَكْناها واستأصلناها ولو تأتى أنت بمقترحاتهم جميعا لما آمنوا لك يا أكمل الرسل مثل ما لم يؤمنوا لهم أَتزعم أنت يا أكمل الرسل انهم لو أتيت لهم عموم ما اقترحوا فَهُمْ يُؤْمِنُونَ بك كلا وحاشا انهم من شدة شكيمتهم معك وغلظ حجبهم وشدة قسوتهم وشقاقهم بالنسبة إليك لا يؤمنون بك أصلا غاية ما في الأمر انه لو أتيت أنت إياهم بمقترحهم لم يقبلوا منك ايضا البتة ولم يؤمنوا لك فاستحقوا الهلاك والاستئصال حينئذ وقد مضى أمرنا ونفذ حكمنا على ان لا نستأصل قومك ولا نعذبهم في النشأة الاولى لذلك لم ينزل عليك جميع ما اقترحوا منك
وَأنكروا رسالتك يا أكمل الرسل معللين بانك بشر مثلهم والبشر لا يكون رسولا الى البشر قل لهم نيابة عنا ما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ رسولا على امة من الأمم الماضية إِلَّا قد أرسلناهم رِجالًا منهم متناهيين كاملين في الرجولية والعقل بالغين نهاية الرشد والتكميل نُوحِي إِلَيْهِمْ مثل ما أوحينا إليك ليرشدوا الناس الى ديننا وتوحيدنا ويوقظوهم من منام الغفلة ويهدوهم الى الصلاح والفوز بالفلاح وان أنكروا هذا قل لهم فَسْئَلُوا ايها المنكرون أَهْلَ الذِّكْرِ اى العلم والخبرة من أحباركم وقسيسيكم من المشتغلين بحفظ التورية والإنجيل وسائر الكتب الإلهية إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ايها الجاهلون المكابرون
وَان أنكروا رسالتك معللين بانك تأكل وتشرب مثلهم والرسول لا بد ان لا يأكل ولا يشرب مثل سائر الناس قل لهم ايضا نيابة عنا ما جَعَلْناهُمْ ما صيرناهم اى الرسل الماضين جَسَداً اى اجراما وأجساما لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ بدل ما يتحلل من اجزائهم ولا يشربون الشراب المحلل لغذائهم إذ هم أجسام ممكنة محدثة مفتقرة الى التغذي قابلة للنمو والذبول مشرفة الى الفناء والانهدام مثل سائر أجسام الأنام وَما كانُوا خالِدِينَ دائمين مستمرين ابدا بلا ورود موت عليهم وبلا تحليل تراكيبهم بل هم هلكى في قبضة قدرتنا وجنب وجودنا وحياتنا مثل سائر الهالكين
ثُمَّ بعد ما كذبهم المكذبون المنكرون صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ واوفينا لهم الموعود الذي قد وعدناهم من إهلاك عدوهم وانجائهم من بينهم سالمين فَأَنْجَيْناهُمْ على الوجه الذي عهدنا معهم العهود وَمَنْ نَشاءُ من اتباعهم الذين قد سبقت رحمتنا عليهم في حضرة علمنا وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ المصرين على البغي والعناد المنهمكين في الجور والفساد.
ثم قال سبحانه لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ يا معشر قريش كِتاباً جامعا لما في الكتب السالفة مع انه قد ذكر فِيهِ ذِكْرُكُمْ وشرفكم ونجابة عرقكم وطينتكم وكمال دينكم ونبيكم وظهوره على الأديان كلها أَفَلا تَعْقِلُونَ وتستعملون عقولكم بما فيه

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 528
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست